ثقافة الانتماء.
سلام الله عليكم.
أبدأ كلامي بطرح بعض التساؤلات المشروعة.. وأُنهيه بمحاولة الإجابة عنها وفق ما أرى على الأقل.. ولكم جزيل الشكر على المتابعة.. وفائق التقدير والاحترام على الاتّفاق معي أو الاختلاف.
ما الذي يجعل الإنسان يدافع عن أهله ووطنه ويبذل دمه في سبيل ذلك؟
ما الذي يجعل الإنسان يلتزم بالقوانين والتعليمات والإرشادات؟
ما الذي يدفع العالِم إلى وضع اختراع له في خدمة وطنه أو البشريّة؟
ما الذي يدفع الإنسان إلى تفضيل قريته ومدينته على أيّة قرية أو مدينة أخرى؟
ما الذي يدفع الإنسان إلى تفضيل وطنه على أي وطن آخر؟
ربّما تختلف الإجابة من شخص لآخر.. وتتعدّد الإجابات.
ربّما يكون جلّها صحيحاً ومنطقي.
ربّما يتّفق الكثير في بعض الإجابات ويختلف في بعضها الآخر.
لكن لا شكّ أنّ ثمّة قاسم مشترك لها جميعاً.. قد تختلف تسميته والجوهر واحد.
أليس الشعور بالانتماء إلى القرية والمدينة والوطن والإنسانيّة يجعلنا نراهم الأفضل والأجمل والأحقّ بالحماية والولاء؟
الشعور بالانتماء يدفعنا إلى المحبّة والدفاع عن ما نحبّ.
من يشعر بالانتماء إلى أسرة أو قرية أو مدينة أو وطن.. يسعى لأن يكون من ينتمي إليه هو الأفضل والأجمل والأقوى.
من يشعر بالانتماء إلى الوطن يدافع عنه ويبذل كلّ شيء في سبيله حتّى دمه وحياته.
من يشعر بالانتماء إلى الوطن يحترم أرضه وحدوده وعلَمه وأهل وطنه الذين يقاسمونه الشعور بهذا الانتماء.
من يشعر بالانتماء إلى الوطن يحترم قوانينه ويلتزم بها.
من يشعر بالانتماء إلى الوطن وأهل الوطن لا يظلمهم ويستغلّهم ويضيّق عليهم.
من يشعر بالانتماء إلى الوطن وأهل الوطن يساعدهم ويتضامن ويتكافل معهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا.. لا سيما في النوائب.
من يشعر بالانتماء إلى الإنسانيّة يحترم الإنسان.
من يشعر بالانتماء إلى مجموعة ثقافية أو فنية أو رياضية يتفانى في العمل على استمرارها وتميّزها بكل عزيمة وإصرار مهما كانت العوائق والصعوبات.
الانتماء هو حجر الأساس في أي بناء نفسي واجتماعي ووطني.
وبالمقابل من غابت عنه ثقافة الانتماء قصدا أو قسراً.. هو من طغى وتجبّر.. وسلك سلوك الأعداء المجرمين وأكثر.. فحرق وخرّب وسرق ودمّر.. وهو من خان وطنه وأهله وأرضه وعرضه.
الانتماء ثقافة عليا لا يملكها إلّا العظماء.
الانتماء ثقافة عليا لا يملكها إلّا الشرفاء.
الانتماء ثقافة عليا لا يملكها إلّا الأنقياء.
سلام الله على من عاش فيه الشعور بالانتماء.
سلام الله على كلّ من امتلك ثقافة الانتماء.
.. محمد عزو حرفوش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق