الجمعة، 1 يوليو 2022

الرجل المطر... للمبدعة إنصاف قرقناوي

الرجل المطر(٣٢)

التقطتُ أنفاساً عميقة متتالية ما بين شهيق وزفير قبل أن ألتقِط جوالي لإجراء اتصال هاتفي مع والدتي. 
كنتُ أشعر بأن قلبي ينبض بسرعة البرق من شدة التوتر وبسبب حساسية الموقف الذي وَضَعَنا به زوجها عديم الضمير.
لكن بداخلي كنتُ على يقين بأن أمي لا ذنب لها، لذلك حاولتُ استبعادها عن أي شبهات. 

صوت رنين الهاتف زاد من حدة توتري، بعد ثوان سمعت أمي تقول:
شمس، ابنتي الحبيبة كيف حالك؟
كيف حال غيث؟ حمداً لله على سلامته. 
أرجو أن تكون أموره بخير إن شاءالله. وَدَدت أن أتصل بك ليلة البارحة للاطمئنان عليه لكني انشغلت ببعض الأمور الخاصة بالجمعية الخيرية و...

هنا قاطعتها قائلة:
على رسلك يا أمي، أنا وغيث بخير الحمدلله، وصحته في تحسن.
هو يبلغك سلامه، لكني توقعت زيارتك القريبة وعندما تأخرت قلقت عليك، ألن تأتي لزيارتي كما وعدتني؟؟

فأجابت بصوت منخفض وكأنها تخشى أن يسمعها خالد:
طبعا يا حبيبتي سأحضر في أقرب رحلة خلال هذا الأسبوع إن شاءالله. 

أنهينا المكالمة لكن قلبي كان غير مرتاح، وأخبرت والدا غيث بما تحدثت به مع والدتي فأصبحنا جميعا في حالة انتظار.

مَرَّت بضعة أيام بشكل روتيني ما بين المشفى وعملي الذي كان لا بد لي أن أعود إليه بعد فترة انقطاع لأعوض ما فاتني من أمور هامة، وبنفس الوقت كان يجب علي أن أشغل تفكيري بأمور تخفف من حدة توتري. 

خلال يوم عملي قبل بداية عطلة نهاية الأسبوع استلمت رسالة من أمي عن طريق البريد الإلكتروني تخبرني بها عن موعد وصولها لزيارتي، الذي سيصادف غداً مساءً.
شعرت بسعادة لأني أشتاق لرؤيتها جدا، لكني لم أكن على استعداد لمواجهتها بحقيقة زوجها خالد الذي سبب لي ولغيث وعائلته كل هذا القلق.

ذهبت لاستقبالها في الموعد المحدد لوصول الطائرة، كانت لحظات تَمُّر بصعوبة وكأنها لا تريد أن تنتهي، وأخيرا لمحتها من بين حشود الناس خارجة من بوابة وصول المسافرين، لكنها لم تكن بمفردها.
كدت لا أصدق ما رأت عيناي، إنه خالد، نعم هذا هو!!!
ما الذي جاء به معها؟؟
ترى هل علم بأن غيث خطيبي هو نفس الشخص الذي يريد الانتقام من والده؟؟

يا له من موقف مرعب، لكن إلى أين المفر الآن؟؟
لا حل أمامي إلا أن أتمالك نفسي أمامه، ولا خيار سوى المواجهة حتى وإن كلفتني حياتي.

إنصاف غسان قرقناوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق