أيتها الشجرة
المسافرة المتشردة،
سيري وحدك ،
تقودك نغمات الرياح ،
تتلاعب بأوراقك الذابلة،
أيتها العارية أغصانها
هو الخريف ،
يجعلك ترتجفين ،
والصقيع يجعلك
تتسمرين مكانك،
وأنت معاندة .
هوالخريف ،
يدمر جدعك،
لذلك وجب الرحيل ،
وإلى الموت ستسيرين
وخلف أنين الأمل
تركضين ،
متعبة ،تواصلين ،
تنتظرين جنون الربيع ،
وإلى حبه تتلهفين ،
عندما بشعلة
خضراء منه ،
تومضين
وتفتحين العينين ،
وقد كساك حلة
من براعم ، بها تزهين
وأشعة شمس بلورية،
تتلفعين ،
كأنه خلاصك
من موت حقيق،
والعصافير تنادين ،
تلك التي هجرتك،
دون ترو،أوحنين
ورعشة من نغمات
تجتاح الجبل
وأنت ، بعين الشك
إلى كل ذلك ، بدهشة تنظرين
وصوتا خفيا ،
من وراء الفضاء ،تسمعين
دمدماته الغاضبة:
أيتها الشجرة
المسافرة ، المتشردة،
لا تفرحي
قدومي ، رحيل
سلامي ،وداع حزين
وشابا أموت .
قصيدة: (هو الخريف ) ــ فاطمة البسريني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق