الاثنين، 13 يناير 2020

في بلاد الشك ... للأديبة مبدعة الحرف د.أمل درويش

في بلاد الشك.
بقلم د. أمل درويش.

كثيرٌ هو الظن الذي يخطفك، وإلى بلاد الشكّ يحملك، ويلقي بكَ على شاطئٍ دون بر أمان..
تهوي قدماك في رمال الوهم المتهالكة، التي أنهكتها أحمالُ العاشقين؛ إذ ألقوا بها قبل غرقهم، فربما تخففتْ قواربهم من أوجاعها وطافتْ بهم، ولكن هيهات للقلوب أن تتخلىٰ عن آلامها..
إدمانُ الوجعِ صار دينها وديدنها..
وعلى حافةِ صدعٍ تشققتْ أحشاؤه، وتنافرتْ أشلاؤه كون الليالي به لم تترفقْ؛ أخذتكَ خطواتك وما ظننت الليلة بداية درب هلاكك.
هل كانت هناك خطواتهم تنتظرك؟
وهل دربهم يلتقي بدربك؟
هل ما زالوا يبحثون عن طيفك؟
وأنتَ تتحسس آثار خطواتهم في كل المسالك..
آهٍ لو كانوا هنا إلى جوارك!
لا تدري يا قلبُ كم زاد شوقنا وكم ذابت الروح في حنينها وهلكت!!
 أصوبَ طيفه نهاجر؟ وكيف نلتمس طريقًا قد محا منه آثاره وبالغياب اكتفى؟
وكيف للروح أن تدعو له بالنجاة، وما عادت تعرف أين اختفى؟
أبعد الفراق يعود، أم أنه أشعل الحنين ومضى دون أن يسأل!؟
دعوتُ عليك أن تتذوق مرار الحنين ومن كأس الشوق تتجرع ولا تثمل.
فعادت الروح تلومني، وترجو لكَ النجاة فربما عدتَ يومًا لتجد القلب الذي أحبك ما زال ينتظر..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق