الخميس، 2 يناير 2020

رسالة إلى عاشق بياتريتشي .... لمبدع الحرف الساحر الأديب حسام الدين ريشو

رسالة إلى عاشق " بياتريتشي :
==================

حسام الدين بهي الدين ريشو
==========

تحية إليك سيدي

فرغم مرور أكثر من 699 عاما على رحيلك
في تلك الليلة من سبتمبر 1321
لكن حياتك لم تزل تستوقفنا كأعمالك
رغم أنك الثريا ومثلي في الثرى
لكن ماقيل عن صفاتك أبهرني دائما
قيل أنك معنويا
ورغم عمرك " لم تكن كهلا ... رغم كهولتك ...

وكانت مشاعرك هي ذاتها التي أخترتً في صباك وشبابك

كان الشعر هو كل حياتك .. ومواقفك
كنت لا تحب النفاق والمنافقين ...
يؤلمك الحقد ويخنقك لغو الحديث
تكره الخيانة

تذيبك النغمة العذبة
وتفرحك الكلمة التي تفيض صدقا
كان أروع مافيك .. أن قلبك الكبير لم يكن ليحتفظ بخفايا نفسك 
؛ حبيسة في صدرك
بل كنت تفيض بها بكل صدق 
بين سطور أشعارك

لم تركن إلى العقل وحده
ولم تغرقك أمواج العاطفة
كنتَ عادلا متوازنا بين العقل والقلب
ررغم أنك عشتَ كغريب بين الغرباء
تسافر بأدواتك ..كلها :
القلب والعقل والسمع والبصر 
والأقلام والأوراق ؛ بهمة لايحدها حد
بين ذكريات الماضي
وانفعالات الحاضر
وخلجات نفسك الطيبة

واجهتَ الصعاب و الإساءة والعذاب
بنفس راضية
لم تفقد في لحظة من اللحظات مشاعر المحبة
وإحساس المودة نحو الناس من حولك

لم يكن أساك أسى اليأس أو الإحباط
بل كان أسى السماحة والأمل والتفاؤل
ثقة منك بأن يبزغ النور من بين الظلمات
وأن في نهاية النفق نور دائما

معذرة
شاعرنا الأعظم إذا كان لمثلي 
أن يتحدث عنك
فربما وجدتُ في الحديث عنك تسلية للنفس
في زمن كسيح
لا تنتعش فيه أفراحنا إلا لتخبو
وتحاصرنا فيه الآلام والأحزان
أو الإحساس بالغربة التي تبدو كصدفة
يقبع فيها الموت

فنحن إلى أيام النشأة الاولى 
إلى الطفولة ببراءتها وجمالها
أو نحن إلى مثلك
لعلنا نجد عزاء عن ظلمة الواقع
فتحن زوارقنا التائهة لأن ترسو
على ضفافك
شاعرا و إنسانا
كم كنتَ متألقا سيدي
وأنت تدعو إلى أن
( يتحرر الانسان من عبوديته لذاته ..
لنفسه ... وأن يتحرر من عبوديته لإنسان مثله )
مدين لك ياسيدي
أن تعلمت منك ما ارشدت إليه بقولك :
( إن الكتابة يمكن أن تكون ذات معان أربعة :

الأول : هو المعنى اللفظي الذي تدل عليه الكلمات

الثاني : هو المعنى الذي يختفي فيه المعنى الحقيقي وراء الرمز

الثالث : هو المعنى الأخلاقي الذي يكرسه المعلمون في نفوس التلاميذ

الرابع : هو المعنى الروحاني الذي يعلو على الحواس

تبا ياسيدى لكتابة لا تحقق هذه الرباعية

شاعرنا الأعظم
يامن اشتاق دائما إلى الوحدة على ضفاف مشاعرك الإنسانية 
بين حين وحين
لعلي أجد عزاء لهذا النسيج الذي يأخذ بي
( حبا ... وحزنا .. ووجعا )

أنت احببت " بياتريتشي "
ولكنها لم تحفل بحبك
وتزوجت من غيرك

لكنك بعد ذلك جعلتها كائنا علويا
وحبك الأول والأخير
لكي تسمو بها وبالناس الى عالم الطمأنية
والخلاص
والسلام
والوفاء

أبكيتني ياسيدي وأنت تلتمس لها العذر فيما أصابك
فقلت عنها في أنشودتك
( ليست محبتي لك من العمق
بحيث تفي
لأن ألاقي نعمتك بالنعمة
لكن فليستجب لذلك من يرى ويقدر )

أهمس لك أخيرا
لقد اتخذت من حسد الآخرين 
ومن أخطاء من لم يقدروك حق قدرك دافعا
لأن تشحذ كل ملكاتك

هل تعرف ياسيدي
مرت القرون
وهاهو التاريخ لا يراهم إلا نكرات
بينما أنت الخالد في سجلاته
ولم تزل ثلاثيتك الأروع والأعظم 
( الجحيم .. المطْهر ... الفردوس )
المسماة بالكوميديا الالهية
مطمحا
وقبلة
لكل من أراده الأدب منتسبا إليه
قارئا
أو ذواقا
أو كاتبا مبدعا
حتى استحق شخصك
شاعر نا " دانتي "
لقب الشاعر الأعظم !!
*****************
حسام الدين ريشو
أحد رواد ابداعك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق