_________
أهي المدينة غيرت أثوابها
صدني عن الباب حُجابها
تمنيت قُبلة على بابها
فبدت الأبواب تَحد أنيابها
أواسي نفسي وتطغى حيرتي
وصرت الشهي بصوب لُعابها
ودنوت من شوكها فأشاكني
لذيع القلب فذاك مُصابها
مدينتي الحسناء فكم ضاعت
وتلك الأيادي أضاعت أكوابها
كنوز كانت بها ملكة
حرير يرفل بنبس أدابها
مدينتي كانت تضيء ليلها
وينام القمر على ترابها
إلى الذبح تساق ناديتها
وصار الحكم بيد أغرابها
أسيرة تبدو سرقوا نورها
شحيبة تبكي فمن أذابها
مدينتي كان ينوبها الضوء
يسوق النور إلى محرابها
مدينتي يشهد تاريخها الأغر
بأنها أعدمت جميع كلابها
بأنها الأصل وليدة الأصل
فكيف اليوم يُهان كُتابها
وصرت أنثر ورقي خلفي
ضباب يرقص على أهدابها
وصرت اليوم لها راثيا
مع الباكين يقهقرني خرابُها
أسافر عنها تُقيدني عزلتي
أهِِ كيف تجافى أصحابُها
مدينتي الحسناء شوهوا لونها
فمن منكم يُلاشي ضبابها
وكانت أمس لها سلطنة
يعاقب من يتخطى رقابها
أهي المدينة تناجت بي
سأحبو حتى أحرر بابها
رمضان بن لطيف
جوان ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق